Sunday, 16 March 2014

هل المسلمون مضطهدون ؟

هناك فكرة منتشرة بين غير المسلمين أن تعليمات ومتطلبات الاسلام تمنع الحرية الشخصية وبناء على ذلك أنه دين يضطهد الانسان ، فالناس تريد أن تحررنا من ديننا لنشعر بما يسمونه "الحرية
"
بما انني أسلمت حديثا فأنا محاطة بكثير من الاصدقاء وعائلتي أيضا من غير المسلمين يشفقون علي من هذه الناحية بدرجات مختلفة ، وافهم ذلك بسبب الصورة التي ينشرها الاعلام بشدة عن الاسلام ،حيث انها ومن اكثر الاشياء التي اقلقت امي وابي بالنسبة لدخولي للاسلام هي أنه سيسلبني ارادتي الحرة وسيغير شخصيتي وهويتي الحقيقية وما انا عليه الى الشخص الذي يأمرني ديني ان اكون ، وأنا متأكدة ان هذا هو أمر يقلق منه أهل كل شخص يدخل الاسلام ، ولذلك كنت أفكر في كثير من القواعد التي نتبعها كمسلمين وكيف نشرحها لغير المسلمين وانها لا تقيد حريتنا ، أتمنى أن ما أكتبه سيساعد ليظهر منظوري للاسلام اننا نكون فيه احرارا وحسب رأيي يشعرنا بدرجة من الحرية التي يصعب جدا الوصول اليها من دون الاسلام
 .
القواعد التي يعتقد الناس انها تضطهدنا هي فقهنا الذي يغطي كل جوانب حياة المسلم لنعيش بطريقة تقربنا لله وصادقة للوصول لغايتنا ، يخبرنا ما هو مسموح وما هو ممنوع، وما ننصح به وما لا ننصح به ، يحتوي ايضا المعتقدات التي تخبرنا ما يجب ان نؤمن به ، الاخلاق التي يجب ان نتحلى بها لتحسين شخصنا ، وأفعالنا تجاه الاخرين لنتصرف بأفضل طريقة . من المهم فهم أن اتباع الفقه هو وسيلة للنهاية وليس هو النهاية ، هو وسيلة للحياة تسهل لنا العالم لنحصل على السلام في قلوبنا والراحة لعقولنا . في كتاب جفري لانغ "حتى الملائكة تسأل" الذي أنصح به بشدة ، يذكر حديثا ان النبي معناه أنه كلما زاد المؤمن في العبادة وفعل الخير زاد نوره ، واذا تركها يصبح قلبه صدئا لا نور فيه
 .
هذا الحديث يزول معناه اذا لم نعرف المعنى الحقيقي للعبادة وتركنا فهمنا للعبادة لطرقنا الخاصة لمعرفة ما هو فعل الخير ، درس القرآن والحديث بشكل مفصل من قبل الفقهاء لينتج الفقه الي يدلنا على ما يأمرنا به القرآن الكريم وما أخبرنا به الرسول عليه الصلاة والسلام ، لسنا نأتي بالفقه من أنفسنا ونفهمه بالطريقة الخاطئة ، لذلك فهو ليس فقط يساعدنا ، بل هو بالتأكيد مهم جدا في حياة المسلم .
عندما أختار ان اصوم رمضان، وانا لا اشرب الكحول وألا آكل اللحم غير الحلال ، وعندما أختار أن ارتدي اللباس المحتشم ، وعندما أختار الاستيقاظ على الرابعة والنصف فجرا للصلاة ، أكون أختار أن اتبع تعاليم الدين (الفقه) ، لأنه عندما اتبعه أحس بالروعة والسعادة . أستيقظ فجرا وأبتسم لأني أعلم ان العالم نائم وهذا هو وقتي لأتقرب لخالقي ، اتحدث مع أناس اذهانها صافية كل مساء محادثات محفزة لأني أمتنع عن الكحول ، آكل اللحم الحلال وأنا سعيدة أنا حياة هذا الحيوان تم احترامها وتم ذبحه بطريقة بالكاد تؤلمه ولا تجعله يعاني ، ألبس لباسا مستورا وأدرك أن الناس الآن مجبرون أن يقيموني لذاتي ، لا لشكلي، ولا اهتم إن كان أم لم يكن مظهري كالصورة غير الكاملة للبعض لأنه حتى لو كان ، لا يعني ذلك لي شي .
 
إذا لا ، المسلمون غير مضطهدين ، نحن أحرار ، أحرار من السطحية والشكليات ، أحرار من ذلك الشعور بالفراغ الذي يعني مهما جمعت من المال سوف ترغب بالمزيد ، احرار من الحاجة لنحدد قيمتنا من خلال وظيفتنا أو مكانتنا في المجتمع ، نحن احرار من التشبه بالمشاهير في المجلات لنكون سعداء ، لدينا هذه الحرية باتباعنا لديننا ، منذ أن أصبحت مسلمة شعرت بحرية لم أعلم ابدا أني استطيع الحصول عليها ، الطريقة التي أعيش بها حياتي الآن باتباع الفقه لم تشوه هويتي ولم تأخذ مني إرادتي ، لقد جعلت مني شخصا أفضل وجعلتني أسعد ، الآن يستطيع الناس أن يروا الأفضل مني لأني أستطيع من خلال ديني أن أكسب ذلك .

No comments:

Post a Comment