لا أعتقد أن هناك أحد يستطيع
إنكار واقع أن الناس مهووسة بطريقة لباس المرأة المسلمة ، عندما يتكلم الناس عن
الاسلام أول الأشياء التي يفكرون فيها هي الحجاب و/أو النقاب ، ومعظم الناس لديهم
رأي به ، اكتب باللغة الانجليزية "المرأة المسلمة" في وجل وأول
الاقتراحات والنتائج هي "لباس المرأة
المسلمة" ، أسباب لبس الحجاب مختلفة ومتعددة ولها أكثر من وجه ، وبسهولة
استطيع تعدادها اذا أردت ذلك ولكن الأمر الذي أراه صعبا هو فكرة أن علي ذلك .
في الغرب ، الآراء حول طريقة لباس المرأة المسلمة تتمحور حول فكرة أن الحجاب يرى كرمز استعباد للنساء والنقاب كنوع من الاضطهاد لها . هذا مع العلم أن غالبية النساء المسلمات في بريطانيا اللواتي يلبسن الحجاب أو النقاب يلبسونه باختيارهم الشخصي ويرونه جميلا ومتحررا .
لذلك ، إذا النساء اللواتي يلبسن الحجاب أو النقاب في الواقع يحبونه ونكرر القول أننا لسنا مستعبدات ولسنا مضطهدات ، لماذا اذا يهتم كثيرا الناس الذين لا يلبسونه بطريقة لبس النساء المسلمات ؟ والأهم لماذا يعتقدون أنه من العادي أن يهمشوا ويقللوا من دور المحجبات والمنقبات من خلال التكلم عنا ويمتلكون آراء تتعارض مع ما نشعر به ونريده ؟
بالتأكيد ، بعض الناس
لا يحبون الحجاب لأنهم لا يحبون الإسلام ، لا يحبون الحجاب والنقاب بشكل خالص لأنه
يذكرهم بوجود أناس آخرين في مجتمعهم يطبقون هذا الدين ومن باب تجاهل أن لديهم
مشاعر معادية له ، لهؤلاء الناس نحتاج لتغيير جذري في طريقة عرض الاسلام في
الاعلام لتعكس حقيقة هذا الدين وعلى كل مسلم أن يفعل كل ما بوسعه لإنهاء كل تجاهل
عن الاسلام مع الناس الذين يتعاملون معهم بشكل يومي في الحياة اليومية .
ومع هذا الكثير من الناس يكرهونه من خلال ما يعتبرونه منظور مساواة المرأة ، الفكرة منه أن المرأة يجب أن تتحرر من تغطية نفسها ، لهؤلاء الناس أعتقد أنه سيساعدهم أن يقرأوا في كتابات إدوارد سعيد في "الاستشراق" .
الاستشراق
برر للأوروبيين الاستعمار ليقوم "الغرب" بإعمار "الشرق" لأنه
مختلف وذا مستوى أقل ولذا يحتاج التدخل لإنقاذه ، أعتقد أن هناك إيمان قوي في
العالم الغربي أن النساء الغربيات متحررات ومتقدمات ، بينما النساء المسلمات يجب
عليهن أن يغطوا أنفسهن ويعيشوا ككائنات أدنى منزلة مستعبدات بدينهن . هذا الاضطهاد
يتجسد بالحجاب أو النقاب.
الناس الذين يحملون هذه النظرة
عليهم أن يستيقظوا ويعوا أن عقليتهم هي نفسها عقلية المستعمر الذي ذهب
ل"يرتقي" بالآخرين لأنه ظن أن الاختلاف هو "دونية في المستوى"
. تكمن المشكل في عقلية المستعمر وليس الثقافة والعادات للذين أرادوا استعمارهم .
في مجتمع اليوم ، هذه
العقلية تظهر نفسها في تشييء المرأة المسلمة ، البريطانيون في الطبقة المتوسطة ذوو
الأعمار المتوسطة غير المسلمين من الرجال والنساء يحبون الحديث بين بعضهم عن طريقة
لباس المرأة المسلمة ، يعاملوننا كأننا أشياء ولسنا أشخاص لأنه إذا اعتبرونا أشخاصا
في الاساس لكان من العجيب أن يناقشوا حياتنا بدون أي اعتبار لآرائنا في الأمر كله
.
النقطة التي أبرهنها هي
أنه إذا أرادت امرأة ان تغطي نفسها وأحد ما عنده مشكلة بذلك ، ثم يصبح مشكلة عندهم
بذلك ، المشكلة ليست في المرأة التي تضع الحجاب لذلك ليس عليها أن تدافع عن حقها
أو تبرر اختيار ارتدائها بطريقة معينة فقط لأن رأي احدهم متحيز ومختل بأن الحجاب
لا يريحه .
في مقالة عن الخوف من
الاسلام يقتبس كلام جون ملن الذي هو من اليسار المتطرف أن "الكثير من اليسار
في فرنسا يعتبر الحجاب اعتداء على حقوق المرأة وانتقل هذا الموقف إلى اعتبار
النساء المسلمات مضطهدات في المجتمع الفرنسي ومن ثم تم اعتبار المسلمين والعرب
مصدر لهذا الاضطهاد للنساء ويتعارض مع القيم في جمهورية فرنسا ، حيث تم اعتبار
الدين كمعيار للتقييم وهي عنصرية مقنعة ".
يجب أن لا
يحصل النقاش حول لبس الحجاب أو عدم لبسه ، النقاش الحقيقي يكمن في قبول مجتمعنا
لتهميش المرأة المسلمة من خلال مناقشة ما نلبس عندما لا نرغب في خوض مثل هذا
النقاش .
No comments:
Post a Comment